الاثنين، 3 سبتمبر 2012

كيف تكونين مشرفة حملة حج ناجحة , ما معنى النجاح في الإشراف على حملة الحج ؟

تحميل كتاب عن الحج......معلومات قيمه عن الحج.....تحميل محاضرة.... اهم المقالات الدينيه للحج...أمور مهمة للتحميل عن حج بيت الله...تحميل ...الحج....قراءة اهم المحاضرات...اجد المحاضرات الدينيه تهم الحجاج , حملات الحج , صور الحج ، وزارة الحج ، كيفية الحج ، مناسك الحج ، تعريف الحج ، فوائد الحج ، أركان الحج ، العمرة ، حج 2010 ، حج 1431 .حكمالحج، وقت أداءالحج، مواقيتالحج، خصائص الحرم ، خصائص البيت الحرام ، شروط وجوبالحج، أركانالحج، واجباتالحج، سنن وآداب تتعلق بالحج ، أنواع النسك

كيف تكونين مشرفة حملة حج ناجحة

أناهيد بنت عيد السميري

الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ، وبعد..
يسر اللجنة العلمية بموقع مسلمات أن يقدم للأخوات المشرفات على حملات الحج دورة : 

كيف تكونين مشرفة حملة حج ناجحةللأستاذة أناهيد بنت عيد السميريمديرة المعهد العلمي العالي لإعداد معلمات القرآن والسنة بجدة .
والتي أقيمت بقاعة المعهد العلمي عام 1422هـ
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ..
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليما كثيرا ..
أما بعد :
لا شك أن الحج من أفضل العبادات وأجل الطاعات ، لأنه أحد أركان الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم ، والتي لا يستقيم دين العبد إلا بها .

نلتقي بكن أخواتي في هذه الدورة :
كيف تكونين مشرفة حج ناجحة ،والتي نسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويوفقنا للصواب في القول والعمل .
الفئة المستهدفة مشرفات حملات الحج واللاتي يخرجن من أجل دعوة الحجاج إلى الله وتوجيههم .
أسباب القيام بمثل هذه الدورة :لهذه الدورة عدة أسباب نورد منها :1. أن الحج من أهم مجالات الدعوة إلى الله ، والتي تشترك فيه كل العوامل لإنجاح الدعوة .2. ظهور الدعوة النسائية في الحج وأثر المرأة القوي في مجال الدعوة.3. أن اختيار مشرفات الحملات كثيرا ما يكون بلا ضوابط وشروط اعتمادًا في بعض الأحيان على قريبات المشرفين من الرجال أو أصحاب الحملات دون الالتفات إلى صلاحيتهن للدعوة والإشراف.

مما لاشك فيه أن الحج فرصة جيدة وثمينة للدعوة إلى الله ، فالناس في الحج مقبلين لا مدبرين ،وتعتبر مدة الحج طويلة من حيث الاحتكاك بهم والتواجد معهم طوال اليوم ، فالحج بيئة خصبة للعمل الدعوي إذ بطول الخلطة تظهر نقاط الخلل وتتعدد أساليب النقاش والاتصال ، وهذه ميزة لا تظهر في أي اجتماعات أخرى .

وهنا نلفت النظر إلى أن أساليب الدعوة في الحج مختلفة وهي غاية في الدقة ، خصوصًا وأن حال الناس يظهر منه التجرد الكامل لله تعالى \ن و القلوب فيه منكسرة , والجميع مقبل على الله متلبّس بإحرامه ، ساعٍ في تكميل حجه بعيدًا عن الجدل والرفث والفسوق .
وعليه نقول : احرصي على الدقة والحكمة في الطرح ، فأنتِ ومن حولك في أوضاع خاصة .. واعلمي أنَّ من أهم أسباب انتكاس الأمة ورجوعها للوراء هو الحماس الغير منضبط من قِبَل من تحمَّل مسئولية الدعوة إلى الله .
فتجدي من الدعاة هداهم الله ، من عندهم الحماس والاندفاعية للدعوة ،والذي ينتج عنه الانطلاق للدعوة بلا منهجية , وهذا لا فائدة فيه ، بل ضرره أكثر من نفعه ..
لذلك اعلمي أخيتي أنَّ : الحماس في الدعوة إذا لم يُضبط بالعلم الشرعي فإنه لا قيمة له .
فاحذري من أن تُعرَضَ عليك مسئولية الإشراف على حملة حج فتوافقي دون تفكير ، إذ إنّ الإقدام على مثل هذه المسئوليات يحتاج إلى الكثير من بذل الجهود والكفاءة في الإرشاد .
ما معنى النجاح في الإشراف على حملة الحج ؟ كل مشرف يأمل في نجاح الإشراف على الحملة ويسعى في ذلك حثيثًا ..
فهل النجاح يتحقق بمجرد وصولك للحجاج ؟
أم بقبول الحجاج لكِ ؟
أم بتغير وضع الحجاج ؟
أم بحصول التفاعل الاجتماعي والخروج بعلاقات اجتماعية ؟

عندما تخرجين دون العلم بمعنى مسئولية الإشراف على حملة الحج قد ترجعين وفي نفسك الشعور بالرضا عن نفسكِ وعملكِ لعدم وجود مقاييس صحيحة لديك للنجاح .
[ فقدان الميزان الصائب للنجاح يولِّد عدم الإحساس بالفشل ]
لذلك يجب أن نتفق على معنى النجاح في الحج .
أولا : معنى النجاح في اللغة :
النجاح لغة : الظفر بالشئ .
نجح أمره : تيسَّر وسهل فهو ناجح .
والنجاحة : الصبر .
إذًا : النجاح هو الظفر بالشئ والوصول إليه ، ولا يأتي إلا بالصبر .
ماهو الشئ المظفور به ؟
[ الهدف ]نخلص من ذلك إلى أن مفتاح الوصول لنجاح حملة الحج هو : تحديد الهدف 
أحيانا نضع أهدافا أكبر مما نستطيع فنشعر بالفشل،وأحيانا نضع أهدافا أقل من القدرات والأمكانيات (قصيرة المدى) فنشعر بالنجاح لأقل تصرف،وأحيانا نخرج من غير أهداف ونرجع بشعور النجاح مع أن الواقع عكس ذلك.
وفي كل هذه الحالات الثلاثة أكون قد أخطأت في حق نفسي وفي حق من أنا مسئولة عنه .
اعلمي أيتها الداعية أن هناك أهدافا كبيرة لا يمكن الوصول إليها مثل :تغيير حياة الحاج من حيث تفكيره وسلوكه معا ، لا تتوقعي هذا أبدا فإن الله أخبرنا أن الداعي يملك نوعا واحدا من أنواع الهداية وهي هداية الدلالة والإرشاد .
فالهداية تنقسم إلى قسمين: 1- هداية التوفيق : وهي بيد الله وحده .2- هداية الدلالة والإرشاد : وهذا دور الداعية إلى الله تعالى .
معنى ذلك أن دور مشرفة الحج يطابق دور الداعية .والنجاح في الحج لا يمكن أن يكون مقطوعا عن النجاح في الدعوة طوال العام ، فهو لن ينجح في دعوته في الحج فجأة ، إنما هو تكميل دور يقوم به طوال العام ، ففي الحج يغتنم التوقيت حيث
القلوب المقبلة والمناسك المشروعة.

إذًا : ما الهدف من وجود التوعية في الحج ؟الهدف من التوعية في الحج : مساعدة الحجاج على أداء مناسكهم على الوجه الصحيح .
اغتنام فرصة التجرد لربط القلوب بالله وحده .
وهذا هو دور الداعية إلى الله .

* كونــي داعية *
الأصل أن تكوني في كل العام داعية إلى الله ، ثم يأتي الحج فيكون فرصة للدعوة والتوجيه. لا اختلاق فرصة .
فالخطأ الحاصل الانشغال عن الدعوة طوال العام ثم في الحج تريد أن تكون داعية .( وفي الحج
فقط !!) .
لماذا يجب أن أكون داعية ؟
إلى ماذا يجب أن أدعو ؟
أين تكون الدعوة ؟
متى تكون الدعوة ؟
مع من تكون الدعوة ؟
كيف تكون الدعوة ؟

لماذا يجب أ ن أكون داعية ؟
1- امتثالا لقوله تعالى { وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [ العصر :1/3]2- لكي تسلمي من الخسارة وتكوني من أهل النجاح يجب أن تتصفي بأربعة صفات :1- الإيمان بالله ـــ " آمنوا "2- العمل الصالح ـــ " وعملوا الصالحات "3- الدعوة إلى الله ـــ " وتواصوا بالحق "4- الصبر على الأذى في ذلك ـــ " وتواصوا بالصبر "
فالإيمان الناتج عن العلم والعمل الصالح والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه هو سبيل النجاح والبعد عن الخسارة ..

ما معنى الدعوة إلى الله ؟
الدعوة لغة : الاستمالة . من الدعاء وهو النداء والاستمالة والحثّ على الشئ .
فالداعية إلى الله موقفه من الدعوة موقف استمالة وحثّ ، وهذا يلزم منه حرص الداعية على المدعو ، فهو يستميله حرصًا على نفسه أولا وحرصًا عليه ثانيا .
عرَّف شيخ الإسلام ابن تيمية الدعوة إلى الله :
بأنَّها :" الدعوة إلى الإيمان بالله ، وبما جاءت به رسله بتصديقهم فيما أخبروا به وطاعتهم فيما أمروا به ".
هذا الضابط في التعريف من أهم الضوابط التي تحكم مسألة الدعوة إلى الله ، فإذا كنا لا نعرف ما الشئ الذي أَخبر به الأنبياء وما الشئ الذي أمروا به ، فلأيِّ شئ نخرج إذًا ؟ وماذا سنعلِّم الناس ؟؟
لذلك نعترض على كلمة : ( الجذب المجرَّد ) في مفهوم الدعوة ، فنجذب الناس بأساليب اتصال مختلفة ، ثم نفشل في تغذيتهم بالعلم النافع فتفشل المهمة الرئيسية ..
وعليه اعلمي أختي الداعية أنّ :
معرفتك بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن الله , وبما أمر به هو أصل خروجك للدعوة .
[ بالاتفاق أول خطوة للدعوة إلى الله : طلب العلم الشرعي ]، وهذا الطلب لا يكون خبط عشواء , إنما بأسلوب منهجي مؤصَّل ، 

لماذا ندعو ؟
1-استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم :" بلِّغوا عني ولو آية ".2-لأن الدعوة سبيل أتباع الأنبياء صلى الله عليهم وسلم، قال تعالى { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }[يوسف: 108]3-لكي تعذري أمام الله يوم القيامة ، قال تعالى { وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }[الأعراف :164]
فالمتأمل يجد أنه يدعو لأجل نجاة نفسه أولا قبل غيره .
4-لتصلحي ويصلُح بكِ المجتمع :
عن النعمان بن بشير رَضِيِ اللَّهُ عَنْهما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " مثل القائم في حدود اللَّه والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم؛ فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا. فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
5-لعظَم جزاء الداعي إلى الله .
فالداعية من أحسن الناس قولاً, قال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[فصلت : 33]
* وللداعي مثل أجور من تبعه ، عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله " رواه مسلم .* ولاستمرار ثواب الداعي بعد موته ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة ، إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " رواه مسلم .6-طلبًا للنجاة في الدنيا والآخرة 
قال تعالى { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} الأنفال: 25]
يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير الآية :بل تصيب فاعل الظلم وغيره ، إذا ظهر العلم فلم يغير فإن عقوبته تعمُّ الفاعل وغيره , وتقوى هذه الفتنة بالنهي عن المنكر وقمع أهل الشر والفساد,وأن لا يُمكَّنوا من المعاصي والظلم مهما أمكن . اهـ
7-لأن الإنسان بطبعه داع لما يؤمن به .
فالدعوة دلالة المحبة والإنسان بطبعه داعِ لما يؤمن به ، انظري إلى ما يقع في المجالس فنحن دعاة إلى ما نحب من ملبس أو مأكل أو تسوق .
8-لكي يسمع الناس الحق ، فلا ينقلب الحق باطلا والباطل حقًا لسكوتنا .
سبب انتشار الباطل ترك تعليم الحق وبيانه ، ولا يصدّنك عن ذلك عدم قبول المنتصحين ، بل يكفي إسماعهم صوت الحق ، والنصوص في ذلك كثيرة منها قوله تعالى { قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }[النور:54]
9-لأن أهل الباطل يبذلون جهودهم مع دناءة أهدافهم ، وأهل الحق أوْلى بالبذل.
والواقع يشهد بذلك , فجهود أهل الكفر لا تتوقف , بل جهود أهل البدعة لا تكلّ ولا تملّ ، فأين جهود أهل السنة ؟!
يقول الله تعالى { وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}[النساء:104]
فإذا تساوت الآلام واختلفت الآمال ، فمن كان رجاؤه بالله صحّ له الاندفاع والثبات بخلاف غيره .
10-ليحصل الأمن العقلي والحصانة الفكرية
قال تعالى: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود: 117]
فالشرط أن يكونوا مُصلحين ولا يكفي أن يكونوا صالحين ، لذا تجدي أن أهل السنة والجماعة يُقعِّدون القواعد ويدفعون الشُّبه على طريقة السلف ، ولا ينتظرون وقوع الإشكال ثم يردُّون، بل ُيعلِّمون ويؤسِّسون أصول هذا الدين فإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف علموا إلى من يردُّوه وتحت أي قانون عام يضعوه ، فإنه : لن يُصلح آخر الأمة إلا ما أصلح أولها .
واعلمي أن للعلم لذة يتنافس عليها حتى أهل الجنة ، لذلك جعل الله العلم من العبادات .
11-كوني داعية ولا تكوني منهزمة نفسيًا تخجلين من الدعوة إلى الدين .
لا تتوقفي لأنك تخجلين من الدين بل الشريعة هي الحضارة ، وكل ما سواها رجعية وانتكاسة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يمنعنَّ رجلاً منكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه وعلمه ) [ الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد ]
فمجال الدعوة المتاح لك في الحج هو إظهار آثار الشرع عليكِ فلا تهتمي بالمظاهر لأنكِ متجردة وهذا عكس ما يحصل في الحج ، نخرج متجردين لكن نتيجة الانهزام النفسي أمام الناس أتركه وأبالغ في التزين في أيام العيد ، وهناك حجة واهية وهي : المبالغة في التزين لأجل أن لا يقال إن أهل الدين غير متطورين وكلمات نحوها ..
نحن لا نقول اتركي التجمُّل بالكلية ، لكن اعلمي أن التجرُّد من أهم مظاهر الحاجّ .. وما المبالغة من قِبَل المشرفات في التزين خاصة أيام التشريق إلا أحد مظاهر الانهزام النفسي ..
لأنها تؤمن بالمأمورات لكن تخشى الانتقاد عند قيامها بما تراه صحيحًا ..

إلى ماذا ندعو ؟
هذا قانون موضوع مسبقا لا اختراعا ، وقد تواردت النصوص وتكاثرت عليه.
عن ابن عباس؛ أن معاذا قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:
"إنك تأتي قوما من أهل الكتاب. فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله. فإن أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. فإن هم أطاعوا لذلك. فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم. فإن هم أطاعوا لذلك. فإياك وكرائم أموالهم. واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب"رواه مسلم
- يظهر من الحديث أن هناك شيء أول وهناك شيء ثان ، فإذا صح الأول صح الثاني .
- وفيه دلالة على أن أول ما يدعى إليه هو توحيد الله ( شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ) .
لو سألت أحدا عن شروط الصلاة ، الزكاة ؛ سيجيب غالبا ، لكن قل أن تجدي من يعلم شروط لا إله إلا الله السبعة : ( العلم – اليقين – القبول – الانقياد – الصدق – الإخلاص – المحبة ) ، لذا فإن أول أوجه المسئولية في الدعوة العلم بأصول المعلوم مع وجود الدليل عليه ، ومن أهمها شروط الدخول في هذا الدين- شروط لا إله إلا الله - ، وبحفظك لترتيب الشروط تستطيعين شرح درس عن " محبة الله " فالمحبة شرط ونتيجة تحقق الشروط الباقية .
- ومما يشار إليه في الحديث عن التوحيد ؛ الحديث عن نوا قض هذا التوحيد وهذا الدين ، فجملة من الناس يعتقدون أن كل من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ، والصحيح : أن مجرد القول لا يكفي بل يرد الحديث الأول للحديث الثاني :" فَإِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ " رواه الشيخان .ومعناه من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ، موقنا بها ، وكفر بما يعبد من دون الله . وأول هذه النواقض : الشرك بالله . وقد أخطأ من اعتقد أن الشرك ينحصر في عبادة الأصنام ، وأنه لم يعد شرك في هذا الزمان مادامت لا تعبد هذه الأصنام المجسمة .
فالمتأمل لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجد التحذير من الشرك حتى أنت أيها الحاج أمرك الله بتوحيده في الحج ، فالحج مدرسة التوحيد .
قال تعالى : { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } [البقرة: 196]. قال أهل العلم : وفيه الأمر بإخلاصهما لله تعالى .
وفي سورة الحج ذكر الله في سياق الكلام عن الحج الشرك والتوحيد ، في أربعة مواطن ، وفيه دليل على أن الحج حقيقة مدرسة للتوحيد .
قال تعالى : * { وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج: 26] ، أمر الله إبراهيم عليه السلام أن لا يشرك به شيئا بأن يخلص لله أعماله ، هذا وهو إمام الموحدين فكيف بمن دونه ؟!!!
* { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ِ}[ الحج :30]
فتعظيم حرمات الله شطر التوحيد ، لأن التوحيد تعليق وتعظيم ألم تسمعي { ما لكم لا ترجون لله وقارا } [ نوح : 13]
* { فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}[ الحج :30]
نهى عن الشرك صراحة .
{ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ } [الحج :31]، دعا إلى التوحيد ثم ضرب لذلك مثلا : { وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } [الحج :31]
إذًا ندعو إلى التوحيد ثم ننتقل للباقي ، ففي الخمسة أيام إن حقق التوحيد من جهة وصحح من جهة أخرى خرجنا بمفازة عظيمة ، لأن العبادات كلها تدور حول التوحيد ولا يصلح أخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها . فالأمة لن تتقدم ولن يجتمع صفّها مع افتراق مفهوم التوحيد ، قال شيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في حديث معاذ : وفيه البداءة بالأهم فالمهم .
فالصلاة مهمة والتوحيد أهم ,وترك المعاصي مهم لكن ترك الشرك أهم . لذا فهّمي التوحيد بالأدلة ، ولا تتكلمي عن المسائل الفردية بل عما تعم به البلوى ، وذلك للحصانة الفكرية من جهة ، وفي المقابل قد يكون البعض واقع في المخالفة أو المجتمع من حولها ، فأعلِّمها لحل مشكلتها الشخصية من جهة ومن جهة أخرى أحصنها للمستقبل .
فلو تكلمت عن السحر وحكمه لا تتوقعي عدم أهمية الموضوع بل الواقع يشهد أن من النساء من يقترب من مسألة السحر ولو من باب الاطلاع مع عظم جرم الذنب فهو كبيرة من الكبائر . 

كيف نعرف الأهم فالمهم ؟
معرفة الأهم فالمهم مصدرها التشريع وليست العقول والأقيسة ، ثم إن دعوة الرسل حددت الأهم فالمهم .
يوسف عليه السلام قال : { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِد القهار} [يوسف:39]
وإبراهيم عليه السلام قال : { يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ}[مريم :42]
وعليه يتبين أن أول المسائل التي يدعى إليها : 
1-معرفة الله بأسمائه وصفاته .
اطلعي على مراجع وابحثي في معاني أسماء الله وصفاته بحثا جيدا حتى لا تخرجي وتسألي عن معناها فلا تعرفي ما معنى اسم الله الصمد !
من المراجع : شرح معاني أسماء الله الحسنى / لسعيد بن وهف القحطاني ، النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى / لمحمد النجدي)
2-معرفة شريعته سبحانه الموصلة لدار كرامته .
تتعلمي الشرائع وتعلميها . 
ما هي الشرائع التي نعلمها الناس ؟نعلمهم المناسك وما يسن فيها ، والتنبيه على البدعيات والشركيات ، كذلك نعلمهم مسائل مهمة في حياتهم مثل: صفة الوضوء والصلاة .3-معرفة الثواب للطائعين والعقاب للعاصين .
فشوقيها للحج أولا ثم شوقيها للطاعة ، فهميها أن الحج جهاد المرأة ويجب أن يكون مبرورا.

متى ندعو ؟
ندعو في كل وقت كفعل نوح عليه السلام { رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا} [نوح :5]
في أصعب المواقف وأشدها كفعل يوسف عليه السلام في السجن { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِد القهار} [يوسف:39]

ندعو في كل الأوقات ، لا تبخلي على نفسك أيًا كانت مسئوليتك ، إدارية أو محاضِرة ، ما دمتِ عالمة بما تدعين إليه، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة ..

وهنا يجدر بنا الإشارة إلى بعض المخالفات التي تقع في القسم النسائي من المخيمات .. ومن ذلك:1. الأصوات العالية من النساء .اعلمي رعاك الله أن هذا المكان ما أقيم إلا لتعظيم حرمات الله فيه ، ومن تعظيم حرمات الله : إظهار الذل لله تعالى ، ومن مظاهره خفض الصوت .لذلك منع الشارع الجدال في الحج لعدة أسباب :أ) لأن الحاج يتخلى عن الدنيا ويقبل على الآخرة ، فلا يدخل في نقاش غير لائق مع أحد .
ب) رفع الصوت من المجادل مما يناقض الذل الواقع في قلبه .
ج) رفع الصوت في الحج يجب أن يكون في عبادة ، واستدل أهل العلم في هذا بحديث : (أفضل الحج العج والثج)، رواه الترمذي. والعجّ : رفع الصوت بالتكبير .. وبما أن رفع الصوت في الحج عبادة إذًا رفعه في غيره مخالفة ..2- وبالمناسبة إذا كان رفع الصوت ممنوعا فإن الضحك بصوتٍ عالٍ من باب أولى ، سيما عند التجمعات النسائية في الحملة .
وقد كان أقصى ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تبدو نواجذه ، معنى ذلك أن رفع الصوت بالضحك والقهقهة مما يخالف السنَّة .
أختي حفظك الله : الصلاح والإصلاح ليس في حملة الحج فحسب ، بل تحمل المسئولية تبدأ من هنا ، باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كل الأحوال ..
كيف ندعو ؟
عن طريق الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، واتباع الدليل الصحيح بالأسلوب الأمثل اللائق بالدعوة إلى الله ، الموافق للأصول والمقاصد الشرعية ، خصوصًا في هذا الزمن ومع تطور الوسائل وتعددها أصبحت هناك طرق متعددة للدعوة من وسائل الاتصال المختلفة كالهاتف والحاسب والشبكة العالمية وغيرها ..
امتثلي قوله تعالى :{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[يوسف: 108]
فمن الخطأ رسم مخطط لسير الإشراف على الحملة والتوعية في الحج ثم أجعل أهم أهدافي تطبيق هذه الخطة الدعوية بدقة وفي الأوقات التي حددتها من قبل ، دون النظر إلى المستجدات الحاصلة، بل كوني غاية في المرونة ، واعرفي ما دورك وما مكانك ، فإن هذه المرونة تجعل عندك أهدافا معينة في الذهن تساعدك على إعادة التخطيط سريعًا ، فالتشبع بالهدف هو الأساس، ودورك تنزيله على أرض الواقع .
إذًا: كونــي على بصيرة عرّف أهل العلم البصيرة , وهي :1- البصيرة بحكم الشرع :- ولا يعني هذا أن يكون الداعية عالما بكل المسائل ، فقيهًا كبيرًا ، ولكن فهم المسائل منضبطة بأدلتها مع العلم بالأهم فالمهم هو المطلوب ..
فيعرف الداعية ما المسائل التي تناقش مع علمه بالأهم فالمهم والمناسب للمجتمع الذي تُطرح عليه المسائل .
2- البصيرة بحال المدعو :- أي معرفة بيئة المدعوِّين ، لذلك احملي معكِ كتبا لأهل العلم ولا تقيسي النجاح في الحملة بتنفيذ خطتك المرسومة كاملة .
مثال : قد تحضِّرين درسًا عن البدع ، فتجدي أناسا سليمين من البدع ، فالأفضل عدم تخصيص محاضرة كاملة عن البدع ، أو أذهب لأناس من أهل بدعة المولد وأحدِّثهم عن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنها من الحقوق الواجبة على كل مسلم ، هذا فيه تشجيع لهم على التمسك ببدعتهم ، إن تحدثتِ عن المحبة على وجه العموم دون بيان حدودها وضوابطها والمسائل التي قد تدخل عليها فتقلبها إلى مظاهر بدعية ، فهؤلاء ما قاموا بالبدعة إلا محبةً للرسول صلى الله عليه وسلم على حدِّ زعمهم .
وربما تجهزين موضوعًا عن أثر الحضارة في انشغال الأمة، ويكون الكلام عن الجوالات والإنترنت وسوء استخدامهما ، والشريحة أمامك من المدعوِّين لا يفقهون عن ذلك شيئًا أو لا يفقهون من ذلك إلا قليلا ، فمن العبث أن أخصص درسًا كاملاً عن هذه الوسائل لهذه الفئة .

ومما يجدر الإشارة إليه قاعدة : [ درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح ] ..
هذه قاعدة جليلة ، ومن المهم تطبيقها في المجالات الدعوية ..
كيف يمكن تطبيق مثل هذه القاعدة في العمل في المخيمات ؟
أحيانًا نطرح موضوعات قد تدور حولها نقاشات وإشكالات فتقع المفاسد وتطغى على المصلحة وهي الاستفادة من طرح أصل المسألة ..
مثل : محاضرة عن صفة الصلاة ، ثم يطرح فيها مسائل القصر في الصلاة والخلاف بين أهل العلم في مسافة القصر ، ماذا تتوقعين أن يحدث ؟
قد تكون فئة من السامعات لديهن رأي مخالف ، أو ذوات مذاهب أخرى ، عندها ستبدي كل واحدة منهنَّ رأيها ، بل قد تردُّ هذه على تلك و .....
لذلك : من الأفضل عدم تعرض النساء لطرح المسائل الفقهية سيما المسائل الخلافية ، بل اتركي المجال للشيوخ من الرجال في المخيم ، لأن الطرح النسائي في المسائل الفقهية غالبًا ما يكون ضعيفًا من جهة ، ومن جهة أخرى عدم القوة في الاستدلال ، عندها سيختلف الناس ونخسر الدعوة .
في المقابل نجد أن المسائل العقدية جلية ، وأدلتها ظاهرة ، لا خلاف فيها البتة عند أهل المعتقد السليم .
لكن لا يعني هذا المنع للدروس الفقهية في الحج بالكلية بل تطرح المسائل مُقَنَّنة بأدلتها دون التعرض للخلاف ، على سبيل المثال : الكلام عن صفة وضوء النبي  وصلاته ، كذلك صفة الحج مستعينة بالرسائل والكتب لأهل العلم الراسخين .
نكرر : لا تقيسي النجاح في الحملة على أن تُسيِّري التخطيط كما كتبتِه من قبل ، بل القضية : غاية في التشبع بالأهداف + غاية في المرونة .علم + فقه الواقع = الحكمة في الطرح .فلا ينبغي أن نفرد فقه الواقع دون العلم الشرعي لأنه سيؤدي إلى البحث عن الطرق والأساليب المتنوعة وجذب الناس فقط ، وقد تُقترح حلول غير منضبطة شرعًا . لذلك نجد ما يسمونه بالترفيه يوم العيد في المخيمات ، ولنا في هذا الموضوع وقفة :-
يقول الله تبارك وتعالى في معرِض الكلام عن الحج { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج :32]
{ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ }[ الحج :30]
فالحج موطن من أهم المواطن لظهور تعظيم الله فيه ، والتعظيم أحد مقاصد الحج , ومن مظاهره بذل الجهود في الطاعة وفق ما شرع الله عز وجل .
ثم اعلمي أن مِنى من الحرَم ، وعليّ أن أتصرف فيها كما أتصرف في أي بقعة من بقاع الحرم ، ومعلوم أن من حقوق الحرم علينا : لا تُلتقط لقطته ، ولا يؤخذ من شجره ولا يعضد شوكه .
كلُّ هذا تعظيمًا لله عزّ وجلّ ، ولهذا نسأل : هل هذه المشاعر سيستشعرها كل من يذهب إلى منى أم هي مجرّد انتقالات من مكان لآخر ؟‍
أيغُّرنا العيد ونقول : يجب إظهار الفرح بتزيين الأماكن وضرب الدُّف والإنشاد ,و ..و..و..أختي الحبيبة : يجب ألا يغيب عن ذهنك أن ما هذه البقعة إلا بقعة خاصة شرفها الله دون بقاع الأرض بإظهار شعائره تعظيمًا لله ، من الذبح في يوم العيد والتكبير له سبحانه .
وقد مُنع العبد من أشياء كثيرة حتى صلاة العيد لا تُصلًّى مادام في مِنى ، فكيف بهذه الاحتفالات؟
لذلك نقول : يا مشرفات الحملات وجهوا الناس للعبادة ولا تكونوا مصادر لشغل الناس عن العبادة , فالنجاح لا يعني إسعاد الناس وإدخال السرور عليهم يوم العيد بهذه التجاوزات الحاصلة في بعض المخيمات من أجل الترفيه يوم العيد ،بل المطلوب تهيئة الجوّ للتوجه للعبادة والتجرد لله تعالى .. لذلك عند رؤيتك للناس وهم منشغلون في ذلك اليوم ؛عليكِ بالمناصحة بكلمات بعيدًا عن الجدل ، واحرصي على تعلُّم وتعليم مقاصد الشريعة .
[ حددي مهمتك تعرفي متى تتحركـيـن ]
تبليغ رسالة الله نوعان :1- نصِّي :أي نقل كلام أهل العلم والنصوص الشرعية كما وردت بنصِّها ؛ وهذا دورك كداعية . 2- تفهيمي : الاستنباط من الأدلة ؛ وهو دور العلماء الراسخين .
الأصل في التبليغ النصي حديث :" نضر الله امرأ سمع منَّا حديثاً فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه، وربَّ حامل فقهٍ ليس بفقيهٍ"رواه أبوداود.
دوركِ التبليغ النصِّي في الحج ، لذلك احملي معكِ مجموعة من الكتب والمراجع .

ماذا ستحملي معك من زاد ؟
مراجع وكتب مقترحة تهمّ الداعية :-1- فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء ( الحج ).2- فقه العبادات ، لابن عثيمين رحمه الله .3- بعض الكتب المتعلقة بالخطب المنبرية لأئمة الحرمين وغيرهم .( لاحتوائها على موضوعات متعددة كلها تواجهك في الحج وأنتِ غير مستعدة لها بتحضير ) .4- كتب مُعدَّة للتوزيع على فئات محدودة ( توزيع فردي ) ، مثل : صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم _ صفة الوضوء _ الأذكار _ الحجاب_السحر _ الشرك ، بعض المنشورات والمطويات النافعة .
من ندعو ؟
1- الأقربين : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } [الشعراء:214]
تكون الدعوة في الحج أولا للمسئولين عن الحملة ، فتُبذل الجهود في توعيتهم وتوجيههم للاستماع إلى كلام أهل العلم .
2- المحيطين بكِِ ، خاصة المشرفات والمساعدات ، سيِّما عند تشاغل البعض عن المحاضرات والدروس بتصحيح المسابقات ونحوها .
لا تستسهلي هذا الأمر، فكلنا من أول من ينقصه العلم ، وحاجتنا إليه ماسَّة ..
وهنا نلفت الانتباه إلى أهمية العناية بإظهار شعيرة طلب العلم على نفسك وعلى بقية المشرفات ، واحرصي على الإنصات والتدوين ، وهذا لا شك سيدفع البقية إلى الاهتمام والاستفادة من الدروس.
3- جميع المحيطين : قد نجد بعض المخالفات عند جيراننا في المخيم المجاور ، فلا نبخل عليهم بالتوجيه .

كل ما سبق يعتبر كالقاعدة التي يؤسس على فهمها خطوات النجاح .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة